“ذا لاين” باكورة مشروع “نيوم”

من نافلة القول أن المملكة العربية السعودية تعيش حالياً مرحلة غير مسبوقة في تاريخها حيث يشهد العالم بأسره تغييرات جذرية تعمّ كافة جوانب الحياة فيها وأصبح الكثير من المكذبين أو لنقل المشككين في نجاعة هذه التغييرات في حالة صدمة هائلة من مدى نفعها عندما تمت ترجمتها إلى سياسات معتمدة وقوانين حازمة وصارمة مبنية على استراتيجيات محكمة جعلت من كل هذه التغييرات ركن أساس في تنمية وتطوير السعودية مواكبةً بذلك مختلف أحلام وطموحات قيادتها الشابة المتمثلة في سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وتحت إشرافه المباشر بتكليف مطلق من قبل سيدي ومولاي الملك سلمان بن عبدالعزيز رعاه الله.

حيث استهل سموّه الاعلان عن بداية هذه المرحلة الاستثنائية التي تعيشها المملكة في حاضرها الراهن بكشفه عن رؤيته الطموحة “رؤية ٢٠٣٠” والتي بدأ العمل بها فور الإعلان عنها ولقد كان من أبرز ملامحها الإعلان عن مشروع “نيوم” الذي بدأ تشييده وتجسيده بشكل فوري مستمرٌ غير منقطع منذ ثلاثة سنوات تقريباً.

وكان باكورة تفاعلات هذا المشروع إعلان سمو ولي العهد عن إنشاء مدينة ذكية حالمة وموعودة بأن تكون أول مدينة عالمية من نوعها يكون الذكاء الاصطناعي ركيزتها الأولى والاهتمام بالبيئة هدفها الأسمى والعمل بشكل جدي وفعّال على تقليص وتحجيم مختلف التحديات التي يعاني سلباً منها الكثير من البشر في شتى بقاع العالم؛ تقليص لم يستطع العالم المتحضر بكافة أذرعه وطاقاته وإمكاناته التعامل معه إيجابياً حتى الآن وأُطلق على هذه المدينة أسم “ذا لاين”.

ولعل أبرز هذه التحديات المذكورة آنفاً التي تسعى هذه المدينة إلى معالجتها تتمثل في العناية الفائقة بمنح حياة البشر أهمية حقيقية والعمل على تحييد كافة الجوانب السلبية التي تهددها كحوادث السيارات التي ينتج عنها خسائر كبيرة في الأرواح وأيضاً صعوبة التنقل التي تتسبب في إعاقة أو تعقيد وأحياناً تعطيل حركة التنمية والتطور إضافةً إلى التعامل مع الانبعاثات الكربونية السامة التي يؤكد العالم وعلماؤه بأن خطرها شديد التأثير ووشيك الحدوث.

ولقد أشار سموّ الأمير محمد في حديثه المتلفز إلى إحصائيات محددة ودقيقة مبنية على استراتيجيات مدروسة ومقننة تتعلق بهذه المدينة ومن بين هذه الإحصائيات مثلاً أن طولها سيبلغ ١٧٠ كيلومتر وأنها ستحافظ على ٩٥٪؜ من الحياة الطبيعية الموجودة بها عند إنشاءها كما أنها ستحتوي على صفر سيارات وصفر شوارع وصفر انبعاثات كربونية يُضاف إلى ذلك ما ركز سموّه عليه وهو أن البنية التحتية لهذه المدينة ستكلف ٣٠٪؜ أقل ممّا تكلفه البُنى التحتية الحالية كما أنها ستكون في هذا الجانب أفضل منها في مجاليّ الكفاءة والجودة بنسبة ٣٠٪؜ أخرى وأضاف أخيراً سموّه إلى أن الطاقة التي ستعتمد عليها هذه المدينة في إدارة شؤونها هي الطاقة المسمّاة بالمتجددة وذلك بنسبة ١٠٠٪؜.

إن هذه المدينة متى ما كتب الله لها التحول إلى واقع معاش ستمثل ثورة علمية وعمرانية لم يسبق لها مثيل في العالم الأمر الذي يجب أن يمنحنا الحق في أن نفتخر بأن السعودية ستكون مهد هذه المدينة الموعودة وأن في تحققها متى ما تم سيكون أكبر شهادة على مدى التطور الكمي والنوعي الذي تعيشه بلادنا والذي يجب أن يكون خير مُحفز لنا وخير دافع يحثّنا على مشاركة قيادتنا بشكل فعّال وإيجابي في العمل على تحقيق حلمها الطموح الخاص برؤيتها المُعلنة والتي نسأل الله أن يجعل منها خير قدوة وخير مثال لكافة سكان المعمورة في تبيان أن التغيير الايجابي السريع قابل للحدوث وأن قطف ثماره النافعة ممكن وأكيد متى ما تظافرت الجهود وتوحدت الكلمة.

 

كتبه: احمد بني قيس
@ahmed_baniqais

ظهرت المقالة “ذا لاين” باكورة مشروع “نيوم” أاول مره في صحيفة الخليج الإلكترونية.



https://ift.tt/eA8V8J https://ift.tt/3q6P2t0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق