أثناء دراستي للمحاسبة وتحديدًا فيما يطلق عليها مادة المراجعة أو المحاسبة القانونية، كان أحد المواضيع الأساسية في هذه المادة والذي يعد أحد الركائز الأساسية في مهنة المحاسبة هو (الموضوعية)، مفهوم الموضوعية في مهنة المحاسبة وبشكل مبسط: أن يكون السلوك الذي يمارسه المحاسب القانوني في التعامل مع الأشخاص الذين يعمل معهم سلوك مستقل وغير متحيز أو متأثر بعلاقة شخصية أو عملية قد ينتج عنها تعاطف أو مجاملة تؤثر على نتائج التدقيق، والذي ترتبط نتائجه بمصلحة عامة سواء كان داخل الشركات أو الجهات الحكومية، ولا يسعني في هذا المقال الإسهاب في الموضوعية في المهن المحاسبية، ولكن يسهل شرح مفهوم الموضوعية كسلوك يطبق في كثير من جوانب الحياة والذي تعلمته من أحد أساتذتي في الدراسة لمادة المحاسبة القانونية، استطاع الأستاذ العزيز أن يغرس داخلي مفهوم الموضوعية في جميع جوانب الحياة بما فيها مهنة المحاسبة، وذلك لتطابق ما يقوم بشرحه بممارساته وشخصيته، كان يعامل جميع الطلاب بشكل لبق وهادئ، كنت الطالب الأكثر تأخيرًا وتغيبًا عن محاضراته، ومع ذلك كنت من أكثر الطلاب تفوقًا في هذه المادة، والأكثر مناقشة ونشاط في هذه المحاضرة، إلا أنه لم يكن ينظر إلى تفوقي على أنه سبب يسوغ لي التأخير أو الغياب! بعكس بعض الأساتذة الذين كانوا أكثر مرونة في هذا الأمر، ومع علمه بظروف تأخري والتي تتعلق بالعمل، إلا أني كنت الطالب الوحيد الذي أعاد المادة أكثر من مرة!
لم أكن مستاءً من هذا لأني كنت قد شعرت في طريقة تعامله معي وطريقة تعامله مع الأحداث بالموضوعية، وعلمت مدى تعاطفه مع كثير من الأحداث خارج إطار العمل والدراسة، لقد زرع هذا الأستاذ في داخلي مفهوم الموضوعية، وكيفية التعامل مع جميع القرارت في الحياة بشكل واقعي وموضوعي غير متحيز لأحد دون الآخر، وتلمس المصالح العامة والأمانة، وأداء جميع الواجبات التي يكلف بها المرء في حياته سواءً كانت دينية وعلمية أو عملية.
لم يطيل الأستاذ الحديث والشرح، ولكنه رسخ في ذهني مبدأ مهم في حياتي الشخصية وحياتي العملية .
كتبه: راكان عازب
ظهرت المقالة كان موضوعيًا أاول مره في صحيفة الخليج الإلكترونية.
https://ift.tt/eA8V8J https://ift.tt/38NjNxr
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق