خرج أحمد سالم عبده النهاري لطلب الرزق وتوفير لقمة العيش لأطفاله على متن دراجته النارية، ولكنه لم يعد بعد مقتله بلغم أرضي زرعته ميليشيا الحوثي الانقلابية، بمنطقة الجبلية جنوبي محافظة الحديدة، غربي اليمن.
ترك النهاري من إحدى زوجاته، وهي عائشة عبده إبراهيم، سبعة أطفال يتضورون جوعا، فلجأت للسكن في منزل شقيقتها علها تخفف من كاهل المعاناة، فيما بقية الأطفال من زوجة أخرى مشردة هي الأخرى في مناطق الساحل الغربي.
وأصبح أربعة عشر طفلا بدون عائل ولا مأوى يحتويهم بعد أن شردتهم ميليشيا الحوثي من منزلهم بالجبلية اثر القصف المتواصل بالقذائف والهجمات العسكرية.
تروي "عائشة"، أنها بالكاد توفر لقمة العيش ويفتقر اطفالها لأدنى الاحتياجات اليومية من المأكل والمشرب، وتشير إلى أنه "لولا منزل شقيقتي في الحيمة لسكن أطفالي في العراء، شردتنا ميليشيا الحوثي من منزلنا في الجبلية ونحن نعيش على المساعدات".
عائشة، هي واحدة من مئات النساء اللائي خطفت ألغام الحوثيين أرواح أزواجهن وأصبحن يواجهن ظروفا صعبة في محافظة الحديدة.
ويقول أحد أقارب الأسرة: إن أحمد النهاري كان يمتلك دراجة نارية يذهب يطلب ليسترزق بها، أخذ حياته لغم حوثي شمال الحيمة، وأصبح أطفاله بدون معيل ولا مأوى يحتويهم من إجرام الحوثيين.
تعددت الجرائم والقصص المأساوية بحق المدنيين في محافظة الحديدة، والمسبب واحد هي ميليشيات الحوثي وأدواتها الإجرامية؛ فقد ارتكتبت آلاف الجرائم بحق المدنيين منذ انطلاق الهدنة الأممية الهشة، جراء استهدافها وقصفها الإجرامية، إضافة إلى زرع العبوات والألغام في مختلف الطرقات العامة والفرعية، وفق الإعلام العسكري للقوات المشتركة.
وتتحدث تقارير حقوقية أن عدد ضحايا الألغام الحوثية في اليمن "يتجاوز 10 آلاف ضحية"، يمثل الأطفال والنساء الغالبية الكبرى، إضافة إلى المسنين وأصحاب المهن والحرف مثل الصيادين والمزارعين.
واقتصر استخدام الألغام على ميليشيا الحوثي بشكل حصري، إذ تشير التقارير إلى أن هناك أكثر من 2 مليون لغمًا أرضيًا زرعه الحوثيون في أكثر من 15 محافظة يمنية، بجميع الأنواع: مضاد للمركبات والأفراد والالغام البحرية، معظمها ألغام محلية الصنع أو مستوردة وتم تطويرها محليًا، لتنفجر مع أقل وزن.
وغدت الألغام الأرضية أحد أبرز أسلحة الحوثيين التي تستهدف الأبرياء في الجبال والوديان والسهول وفي الأحياء السكنية، فلا ينسحب الحوثيون من منطقة إلا بعد أن تكون منكوبة بمئات الألغام المزروعة، وهو ما يتسبب بوقوع الآلاف ضحايا لها الآن ومستقبلاً بين قتلى ومعاقين، خصوصًا أنه يتم زرع هذه الألغام بدون خرائط الأمر الذي يجعل عملية نزعها أو الوصول إليها صعبا للغاية.
https://ift.tt/3neICH0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق