يقال أن الثمار التي سنجنيها اليوم هي نفسها التي سنحصدها غدا ، و تربية الأجيال الصالحة هي الأخرى تستوجب منا اليوم و بعجالة استثمارا كبيرا إذا أردنا غدا مجتمعا متحدا كالبنيان المرصوص ، مندمجا في عصره و محافظا على أصالته و أخلاقه…
لقد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة أصبحت تزعج المجتمع السعودي ، وهي تقمص مشهورات ممن يدعون أنهن إعلاميات ، أدوار المؤثرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، بشكل يتجاوز أحيانا الأخلاق العامة و ثقافة مجتمعنا الذي يعتبر محافظا عموما…
مما لا شك فيه هو أن هذه الظاهرة ليست وليدة عصر التكنولوجية و السوشل ميديا ، بل هي فقط كانت تتخذ أشكالا أخرى ، غير أن هذه الأخيرة لم يكن بإمكانها أن تكتسح و بكل سهولة صفوف كل الفئات العمرية و كل الطبقات الاجتماعية ، و هذا الأمر عائد لسبب بسيط و هو أن شبكة الانترنت كانت حكرا على طبقة معينة دون غيرها ، و بالتالي لم يكن الموضوع معلنا عليه و كان كل شيء مستترا…
و في الحقيقة إن دمقرطة الانترنت هي التي فسحت المجال لمن هب و دب ، و أصبح من المسموح للجميع اجتياز العتبة بدون موانع أو شروط أو معرقلات ، و الدليل أن البعض منهن لا يحملن الجنسية السعودية بالأساس وناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي على أنهن كذلك ، في غياب الحسيب و الرقيب…
أقول أننا اليوم نستطيع أن نعالج مشاكل فتياتنا وشبابنا عندما يتجاوزون بأفعالهم العرف والتقاليد لأنهم يبقون أولا وآخرا أبناء البلد ويحملون جنسيته ، لكن أن تتم تلك الأفعال المشينة وتلصق بنا كشعاب دون أن ننطق بكلمة كأننا متفقون على ما يحدث، فهذا خطأ كبير حتما سندفع ثمنه غاليا إذا بقينا خارج التغطية.
لهذا أرى أنه من واجبنا اليوم أن نقف و أن نتأمل الوضع الراهن والهدف منه بمساعدة كل الجهات المختصة للضرب بيد من حديد كل من يساهم في تفشي مثل هذه الظاهرة… و بهذه المناسبة أطرح السؤال أين تطبيق قانون الذوق العام والذي لا نراه يطبق إلا على الرجال ولا يطبق على الكثير من النساء الاتي يضربنا بعرض الحائط بكل ما هو متعارف عليه ؟
نحن نمر بمرحله حرجة وخطرة اجتماعيا ، فالانفتاح بسبب شبكات وتطبيقات التواصل الاجتماعي جعلت من المجتمعات تفقد هويتها خصوصا في صفوف المراهقين ، و أصبح الجميع في صراع دائم مع نفسه في ظل أزمة الهوية التي يعيشها…
و للإشارة أنا طبعا لست ممن يطالبون بردع أبناءنا خصوصا المراهقين والمراهقات منهم، لكن علينا إيجاد وخلق قدوات حسنة يقتدون بها وكذا تعزيز قيمنا وعاداتنا لديهم…
على سبيل الختم ، أقول أن الحرية الشخصية هي من حقك لكنها تتوقف عندما يصبح سلوكك موجها و مؤثرا و قائدا لجيل بأكمله أو عندما تنشر حريتك بتطبيقها خارج بيتك ، فهذا تعدي على حريات الآخرين وتعدي على المجتمع بشكل عام…
كتبته:
سمو الأميرة غادة بنت فهد بن محمد آل سعود
ظهرت المقالة أزمة أخلاق متنكرة أاول مره في صحيفة الخليج الإلكترونية.
https://ift.tt/eA8V8J https://ift.tt/2W6MMoC
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق